دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
هل تنظيم القاعدة مستفيد من سقوط مبارك
صفحة 1 من اصل 1
هل تنظيم القاعدة مستفيد من سقوط مبارك
الحركات الإسلامية الرئيسية في مصر في خلاف مع القاعدة
ثمة عامل ينفي صحة أن تكون القاعدة هي المستفيد من ثورة مصر: تنامي التيار الإسلامي. قد يبدو ذلك، للوهلة الأولى، مناقضاً لهذه الخلاصة، إذ يوحي وكأن القاعدة هي المستفيد فعلاً من الثورة. لكن نظرة أكثر تمعناً قد توضح أن النتيجة معاكسة لذلك.
فالتيار الإسلامي الأكثر استفادة من سقوط مبارك هو التيار الذي تمثّله جماعة الإخوان المسلمين. تعرّضت هذه الجماعة للقمع منذ عقود مُنعت خلالها من حق العمل السياسي الشرعي.
ربما أخطأت جماعة الإخوان قبل عقود، بعد كشف وجود جناح عسكري سري لها (يدعى التنظيم الخاص) تورط بعض أعضائه في أعمال عنف واغتيالات. لكن هذه الجماعة انتهجت بعد ذلك سياسة واضحة، على الأقل منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات في سبعينيات القرن الماضي. إذ أنها نأت بنفسها عن استخدام العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، ورفضت حتى الانجرار وراء جماعات "جهادية" كانت تُصر على تغيير النظام بالقوة، كما حصل عندما اغتالت جماعتا الجهاد والجماعة الاسلامية الرئيس السادات في العام 1981 وعندما انخرطت هاتان الجماعتان في حملة تفجيرات واغتيالات واسعة النطاق في تسعينيات القرن الماضي.
وقد أدى رفض الإخوان السير في الحرب التي خاضها "الجهاديون" ضد الحكم المصري في القرن الماضي، إلى تعرضهم لحملة انتقاد شديدة من الجهاديين أنفسهم. وكان الدكتور أيمن الظواهري، زعيم جماعة الجهاد، أحد أكثر الجهاديين الذين لم تعجبهم مواقف الإخوان، إذ أصدر ضدهم في أواخر الثمانينيات ثم في التسعينيات كتابه المعروف "الحصاد المر" معدداً فيه مآخذه على سياساتهم.
ولذلك، فإن السماح اليوم لـ (الإخوان) بتشكيل حزب سياسي شرعي يخوضون به معترك الانتخابات لا يعني بالضرورة أن تنظيم القاعدة سيستفيد من وصولهم إلى قبة البرلمان. فالإخوان ليسوا بالتأكيد جزءاً من القاعدة، حتى ولو التقت أحياناً بعض مواقفهم مع مواقف هذا التنظيم.
كما أن ثمة عاملاً ثالثاً يمكن أن يشير إلى أن القاعدة لن تستفيد كثيراً حتى من الموالين للتيارات الجهادية المصرية التي يُفترض أن يكونوا أقرب الناس إليها. فالجماعة الإسلامية، أكبر الجماعات التي توصف بالجهادية، أعلنت منذ العام 1997 وقفاً لأعمال العنف توّجته بـ "مراجعات" شاملة تخلّت فيها عن سياسة تكفير النظام المصري ونعته بالردة وتبرير القيام على الحاكم بالسلاح بدعوى السعي إلى تحكيم الشريعة.
ولم تكتف الجماعة الإسلامية بذلك بل دأب قادتها ومنظروها الشرعيون على انتقاد تصرفات القاعدة وفروعها، بدءاً من هجمات 11 أيلول/سبتمبر وحتى اليوم.
ولم يتوقف الأمر عند الجماعة الإسلامية، بل امتد إلى الدكتور فضل (سيد إمام) الذي كان أميراً لجماعة الجهاد قبل الدكتور الظواهري. وأصدر الدكتور فضل دراسات فقهية (مثل وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم) هاجم فيها بعنف تنظيم القاعدة وقادته، علماً أن هذا التنظيم كان يعتبره مرجعاً أساسياً من مراجعه ويتولى تدريس كتبه في معسكرات التدريب في أفغانستان.
ولذلك فإن من غير المتوقع أن يتمكن تنظيم القاعدة من استقطاب مجندين كثر من أتباع الجماعة الإسلامية والدكتور فضل، نتيجة الخلافات الواضحة في المناهج، بين طرف صار ينأى بنفسه عن استخدام العنف وطرف لا يعتبر أن أهدافه يمكن أن تتحقق سوى بالعنف.
هل هذا يعني أن الصورة حقاً وردية بهذا الشكل بحيث لن يتمكن تنظيم القاعدة من إيجاد موطئ قدم له في مصر، "أرض الكنانة"؟
ستحاول القاعدة بلا شك بناء خلاياها، ليس في مصر فقط بل في أي مكان يمكنها ذلك. لكن التغييرات الديموقراطية التي تمر بها مصر ليست بالطبع في مصلحة القاعدة كونها تحرمها من أي مبرر يمكن أن تلجأ إليه لتجنيد أتباع من بين المستائين من ديكتاتورية النظام، كما كان يمكن أن يحصل في عهد الرئيس المخلوع مبارك.
فهل يستطيع العهد الجديد من خلال الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان أن يحقق النتيجة ذاتها التي حققها مبارك من خلال أجهزته الأمنية القمعية في مجال مكافحة الإرهاب؟ الأيام وحدها ستأتي بالجواب على مثل هذا السؤال.
ثمة عامل ينفي صحة أن تكون القاعدة هي المستفيد من ثورة مصر: تنامي التيار الإسلامي. قد يبدو ذلك، للوهلة الأولى، مناقضاً لهذه الخلاصة، إذ يوحي وكأن القاعدة هي المستفيد فعلاً من الثورة. لكن نظرة أكثر تمعناً قد توضح أن النتيجة معاكسة لذلك.
فالتيار الإسلامي الأكثر استفادة من سقوط مبارك هو التيار الذي تمثّله جماعة الإخوان المسلمين. تعرّضت هذه الجماعة للقمع منذ عقود مُنعت خلالها من حق العمل السياسي الشرعي.
ربما أخطأت جماعة الإخوان قبل عقود، بعد كشف وجود جناح عسكري سري لها (يدعى التنظيم الخاص) تورط بعض أعضائه في أعمال عنف واغتيالات. لكن هذه الجماعة انتهجت بعد ذلك سياسة واضحة، على الأقل منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات في سبعينيات القرن الماضي. إذ أنها نأت بنفسها عن استخدام العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، ورفضت حتى الانجرار وراء جماعات "جهادية" كانت تُصر على تغيير النظام بالقوة، كما حصل عندما اغتالت جماعتا الجهاد والجماعة الاسلامية الرئيس السادات في العام 1981 وعندما انخرطت هاتان الجماعتان في حملة تفجيرات واغتيالات واسعة النطاق في تسعينيات القرن الماضي.
وقد أدى رفض الإخوان السير في الحرب التي خاضها "الجهاديون" ضد الحكم المصري في القرن الماضي، إلى تعرضهم لحملة انتقاد شديدة من الجهاديين أنفسهم. وكان الدكتور أيمن الظواهري، زعيم جماعة الجهاد، أحد أكثر الجهاديين الذين لم تعجبهم مواقف الإخوان، إذ أصدر ضدهم في أواخر الثمانينيات ثم في التسعينيات كتابه المعروف "الحصاد المر" معدداً فيه مآخذه على سياساتهم.
ولذلك، فإن السماح اليوم لـ (الإخوان) بتشكيل حزب سياسي شرعي يخوضون به معترك الانتخابات لا يعني بالضرورة أن تنظيم القاعدة سيستفيد من وصولهم إلى قبة البرلمان. فالإخوان ليسوا بالتأكيد جزءاً من القاعدة، حتى ولو التقت أحياناً بعض مواقفهم مع مواقف هذا التنظيم.
كما أن ثمة عاملاً ثالثاً يمكن أن يشير إلى أن القاعدة لن تستفيد كثيراً حتى من الموالين للتيارات الجهادية المصرية التي يُفترض أن يكونوا أقرب الناس إليها. فالجماعة الإسلامية، أكبر الجماعات التي توصف بالجهادية، أعلنت منذ العام 1997 وقفاً لأعمال العنف توّجته بـ "مراجعات" شاملة تخلّت فيها عن سياسة تكفير النظام المصري ونعته بالردة وتبرير القيام على الحاكم بالسلاح بدعوى السعي إلى تحكيم الشريعة.
ولم تكتف الجماعة الإسلامية بذلك بل دأب قادتها ومنظروها الشرعيون على انتقاد تصرفات القاعدة وفروعها، بدءاً من هجمات 11 أيلول/سبتمبر وحتى اليوم.
ولم يتوقف الأمر عند الجماعة الإسلامية، بل امتد إلى الدكتور فضل (سيد إمام) الذي كان أميراً لجماعة الجهاد قبل الدكتور الظواهري. وأصدر الدكتور فضل دراسات فقهية (مثل وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم) هاجم فيها بعنف تنظيم القاعدة وقادته، علماً أن هذا التنظيم كان يعتبره مرجعاً أساسياً من مراجعه ويتولى تدريس كتبه في معسكرات التدريب في أفغانستان.
ولذلك فإن من غير المتوقع أن يتمكن تنظيم القاعدة من استقطاب مجندين كثر من أتباع الجماعة الإسلامية والدكتور فضل، نتيجة الخلافات الواضحة في المناهج، بين طرف صار ينأى بنفسه عن استخدام العنف وطرف لا يعتبر أن أهدافه يمكن أن تتحقق سوى بالعنف.
هل هذا يعني أن الصورة حقاً وردية بهذا الشكل بحيث لن يتمكن تنظيم القاعدة من إيجاد موطئ قدم له في مصر، "أرض الكنانة"؟
ستحاول القاعدة بلا شك بناء خلاياها، ليس في مصر فقط بل في أي مكان يمكنها ذلك. لكن التغييرات الديموقراطية التي تمر بها مصر ليست بالطبع في مصلحة القاعدة كونها تحرمها من أي مبرر يمكن أن تلجأ إليه لتجنيد أتباع من بين المستائين من ديكتاتورية النظام، كما كان يمكن أن يحصل في عهد الرئيس المخلوع مبارك.
فهل يستطيع العهد الجديد من خلال الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان أن يحقق النتيجة ذاتها التي حققها مبارك من خلال أجهزته الأمنية القمعية في مجال مكافحة الإرهاب؟ الأيام وحدها ستأتي بالجواب على مثل هذا السؤال.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء فبراير 11, 2015 11:47 pm من طرف aboazoz50
» خطة دفاع المنطقة
الخميس أبريل 18, 2013 3:52 pm من طرف haya
» بالفيديو-المحاورة في كرة السلة
الثلاثاء مارس 05, 2013 8:19 pm من طرف نايف
» PHP Test 2016 – Upwork Test Answers
الخميس مايو 11, 2017 11:11 pm من طرف Admin
» بعض القواعد القانونيةفي كرة السلة
الخميس مايو 11, 2017 10:52 pm من طرف Admin
» الدوري الاميركي للمحترفين تلفزيون تقارير اخبارية على تشغيل دواين واد الى نهائيات الدوري الاميركي للمحترفين
الثلاثاء يونيو 07, 2011 11:48 pm من طرف Admin
» عشر تمنع عشر
الثلاثاء يونيو 07, 2011 11:06 pm من طرف Admin
» أجمل عشر لقطات في دوري السلة الامريكي NBA
الثلاثاء يونيو 07, 2011 10:29 pm من طرف Admin
» النيابة تخاطب الانتربول لتحديد مكان "غالى"
الإثنين يونيو 06, 2011 11:45 am من طرف Admin
» النيابة تخاطب الانتربول لتحديد مكان "غالى"
الإثنين يونيو 06, 2011 11:45 am من طرف Admin
» الاقتصاد يحتل قائمة أولويات المصريين وليس الديمقراطية
الإثنين يونيو 06, 2011 11:35 am من طرف Admin
» الرياضي اللبناني بطل اسيا في دوري ابطال السلة
الإثنين يونيو 06, 2011 11:13 am من طرف Admin
» 6000 جنية لسعر طن الحديد بمصر بحسب التوقعات
الإثنين يونيو 06, 2011 11:03 am من طرف Admin
» من اجمل وصايا الحكماء
السبت يونيو 04, 2011 10:38 am من طرف Admin
» ارتفاع سعر الحديد الي 5100 للمستهلك؟!!!!
السبت يونيو 04, 2011 10:15 am من طرف Admin
» فتي يبيع جزء من اعضاؤة من اجل لابتوب
السبت يونيو 04, 2011 9:59 am من طرف Admin
» افضل برنامج للتصويب في كرة السلة
الخميس يونيو 02, 2011 5:33 pm من طرف Admin
» رجل حاول اغتصاب امرأة فقطعت عضوه الذكري
الخميس يونيو 02, 2011 4:46 pm من طرف Admin
» القبض علي جزار يدعو الي تناول لحوم الحمير
الأربعاء يونيو 01, 2011 2:48 pm من طرف Admin
» امبال اميركان تحذر مصر من قطع الغاز عن إسرائيل
الأربعاء يونيو 01, 2011 2:07 pm من طرف Admin